fbpx
الاخبارالتعليم الالكتروني

إعادة تأهيلهم «أونلاين».. الأطفال ذو الإعاقة فى الحجر المنزلى

تأثر العالم بأكمله من وباء فيروس «كورونا»، وانهارت النظم الصحية والاقتصادية فى العديد من الدول الكبرى، وازدادت الحالة النفسية للناس سوءا، كانت الفئة الأشد تأثرا الأشخاص ذوى الإعاقة-الذين يمثلون 15% من سكان العالم تبعا لتقرير منظمة الصحة العالمية- وخاصة الأطفال منهم، وذلك بسبب احتياجهم الدائم إلى الجلسات التأهيلية فى جميع مجالات النمو. فقد تعالت استغاثات الأمهات من جراء تدهور حالات أطفالهن.

وباستطلاع أراء بعض الأمهات ، اطلع عليها (مركز التطوير الرقمي-DDC)، قالت إحداهن أنها كانت منتظمة قبل أزمة «كورونا» مع ابنها على الجلسات التأهيلية والعلاج الطبيعى، أما الآن فقد تدهورت حالته فأصبح لا يستطيع المشى بسبب توقف جلساته.

وتقول أخرى إن ابنتها زادت حالتها النفسية سوءا وزادت نوبات اضطراب كهرباء المخ، وتدهور الكلام والحركة.

وعبرت أم لطفلة من متلازمة داون عن معاناتها بقولها: أن مجهود السنين وتعب عمرها ينهارأمام عينيها وهى ترى طفلتها كادت تنسى كل ما درسته، لولا أنها اشتركت فى جلسات تأهيلية من خلال الإنترنت، وبدأت فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبالفعل بدأت طفلتها تستجيب للجلسات وتستمتع بها، وبدلا من قضاء وقتها فى مشاهدة التليفزيون أو اللعب على الموبايل، أصبح وقتها مشغولا بأنشطة مفيدة.

وبالرغم من رفض العديد من المؤسسات التعليمية للتعليم عن بعد، إلا أنه فى ظل أزمة فيروس «كورونا» ظهرت حاجة ملحة لاستخدام التكنولوجيا فى كل مجالات الحياة مثل الاستشارات الطبية والنفسية والتعليمية وغيرها.

فقد تصدرت تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات المشهد، وهرعت جميع المؤسسات التعليمية إلى «أونلاين» للتدريس للطلاب.

هذا ما أكدته أمل عزت اخصائية نفسية وتخاطب، وأوضحت أنه ينبغى على المؤسسات التى تقدم خدمات للأشخاص من ذوى الإعاقة أن تنتبه لاستخدام تكنولوجيا الاتصالات فى دعم وتمكين هؤلاء أثناء بقائهم فى المنزل بتقديم الخدمات والاستشارات والجلسات «أونلاين»، وذلك انطلاقا من بنود الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق ذوى الإعاقة- والتى أوصت فيها المادة (9) على أن تكفل الدول الأطراف إمكانية وصولهم، على قدم المساواة مع غيرهم، إلى البيئة المادية المحيطة ووسائل المعلومات والإتصالات.

واهتمت المادة 26 الخاصة بالتأهيل، بتشجيع الدول الأطراف على توفير ومعرفة واستخدام الأجهزة والتكنولوجيا المساندة المصممة لهم وتماشيا مع«أهداف التنمية المستدامة التى أشار فيها الهدف (10)إلى ضمان تساوى الناس فى النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها مما يساعد على جلب المعلومات والمعرفة إلى السكان المحرومين فى جميع أنحاء العالم مثل ذوى الإعاقة.

وأشارت إلى أنه يجب على كل أم لـ ذوى الإعاقة ألا تنتظر لحين انتهاء الأزمة، ولابد ان تتخذ إجراءات سريعة للحفاظ على مستوى طفلها أثناء فترة البقاء فى المنزل.

ويمكن ان تشارك فى الجلسات «أونلاين» حتى لو استفاد الطفل بشئ بسيط منها. وهناك أيضا بعض الأفكار التى يمكن أن تقوم بها الأسرة مثل عمل جدول يومى لتنظيم وقت الطفل وكتابة الأنشطة التى يمكن أن يقوم بها، وتشجيع الطفل على المشاركة فى الأعمال المنزلية، والتحدث مع الطفل وحثه على استخدام اللغة والكلام فى تواصله مع أفراد الأسرة حتى لا ينسى المهارات التى تعلمها من قبل فى جلسات التخاطب، وإعداد ألعاب شيقة يشارك فيها مع أفراد الأسرة، وتخصيص وقت لقراءة القصص وطلب منه إعادة سردها، او سؤاله عنها، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية ، و سماع الموسيقى ، والغناء لتنمية اللغة من خلال أغانى محببة للطفل، وإعداد فوازير بسيطة وإعطاء الطفل جائزة عند حلها، وغيرها من الأنشطة التى تنمى قدرات الطفل .

وبسؤال إحدى الأمهات ممن اشتركون فى هذه الجلسات وهى لديها طفلان من ذوى الإعاقة قررت أن طفليها استفادا جدا لأنهما استطاعا مواصلة تعليمهما وهما فى المنزل، وهذه الجلسات عملت على تنشيط تفكيرهما، بالإضافة إلى سعادتهما عندما يشاهدا معلميهما يحدثونهما ويتفاعلان معهم، وأيضا عندما يشاهدان زملائهما ويتشاركان معهم فى أنشطة عبر الإنترنت ويقضون وقتا من التعليم والمرح. من جانب آخر قررت إحدى الأمهات لطفل من ذوى الإعاقة الذهنية أنها استفادت هى شخصيا لأنها تعلمت طريقة التدريس لطفلها، وكيفية متابعته، وتنامت لديها أفكار جديدة لمساعدته على شغل وقت فراغه، وأيضا عرفت مدى الجهد الذى يبذله المعلمون والأخصائيون فى توصيل المعلومات للأطفال، وبدأت فى تعلم كيفية الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى تعليم أطفالهن.

كلمات مفتاحية
عرض المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق