fbpx
الاخبارالذكاء الاصطناعي

كمبيوتر يتنبأ بأفكارك ويخلق صورًا بناءً عليها

طور باحثون في جامعة هلسنكي تقنية، يقوم من خلاله الكومبيوتر، بنمذجة الإدراك البصري من خلال مراقبة إشارات الدماغ البشري، بطريقة ما يبدو من خلالها لو أن الكمبيوتر يحاول التصور فيما يفكر فيه الإنسان.

ونتيجة لهذا التصور أو التخيل، أصبح الكمبيوتر قادرًا على إنتاج معلومات جديدة تمامًا، مثل الصور الخيالية التي لم يسبق رؤيتها من قبل، حيث تعتمد التقنية على واجهة جديدة بين الدماغ والحاسوب.

يشار الى انه في السابق، كانت واجهات الدماغ والحاسوب المماثلة قادرة على إجراء اتصال أحادي الاتجاه من الدماغ إلى الكمبيوتر، مثل تهجئة الأحرف الفردية أو تحريك المؤشر.

وبالقدر المتعارف عليه، فإن الدراسة الجديدة هي الأولى من نوعها حيث تم تصميم عرض الكمبيوتر للمعلومات وإشارات الدماغ في وقت واحد باستخدام أساليب أو طرق الذكاء الاصطناعي، وتم إنشاء الصور التي تطابق الخصائص البصرية التي ركز عليها المشاركون من خلال التفاعل بين استجابات الدماغ البشري والشبكة العصبية التوليدية للتكييف العصبي.

يطلق الباحثون على هذه الطريقة النمذجة التوليدية العصبية التكيفية.  حيث شارك ما مجموعه 31 متطوعًا في دراسة قيمت فعالية هذه التقنية، وعُرض على المشاركين مئات الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لأشخاص متنوعين المظهر أثناء تسجيل مخطط كهربية الدماغ.

وطُلب من الأشخاص التركيز على سمات معينة، مثل الوجوه التي تبدو قديمة أو تبتسم.  وأثناء النظر في سلسلة من صور الوجه التي يتم تقديمها بسرعة، تم تغذية تخطيط كهربية الدماغ (EEGs) الخاصة بالمواضيع بشبكة عصبية، والتي استنتجت ما إذا كان الدماغ قد اكتشف أي صورة على أنها مطابقة لما يبحث عنه الأشخاص.

وبناءً على هذه المعلومات، قامت الشبكة العصبية بتعديل تقديرها لنوع الوجوه التي يفكر فيها الناس.  وفي الأخير، تم تقييم الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر من قبل المشاركين وكانت مطابقة تمامًا تقريبًا مع الميزات التي كان يفكر فيها المشاركون.  وكانت دقة التجربة 83 بالمائة.

“تجمع هذه التقنية بين الاستجابات البشرية الطبيعية وقدرة الكمبيوتر على إنشاء معلومات جديدة. ففي التجربة، طُلب من المشاركين فقط النظر إلى الصور التي تم إنشاؤها من قِبَل الكمبيوتر. وبدوره قام الكمبيوتر  بنمذجة الصور المعروضة ورد فعل الإنسان تجاه الصور باستخدام استجابات الدماغ البشري. ومن هذا المنطلق، يمكن للكمبيوتر إنشاء صورة جديدة تمامًا تتطابق مع نية المستخدم.

إحتمالية ظهور المواقف اللاواعية

إن إنشاء صور لوجه الإنسان هو مثال واحد فقط على الاستخدامات المحتملة لهذه التقنية.  وقد تكون إحدى الفوائد العملية للدراسة هي أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تزيد من الإبداع البشري.

وقال تووكا روتسالو، زميل أبحاث أكاديمية فنلندا بجامعة هلسنكي، وأستاذ مشارك في جامعة كوبنهاغن، في الدنمارك، انه “إذا كنت ترغب في رسم شيء ما أو توضيحه ولكنك غير قادر على القيام بذلك، فقد يساعدك الكمبيوتر على تحقيق هدفك. اذ انه يمكنه فقط مراقبة تركيز الانتباه والتنبؤ بما ترغب في إنشائه”.

واضاف “يعتقد الباحثون أنه يمكن استخدام هذه التقنية لفهم الإدراك والعمليات الأساسية في أذهاننا.

“لا تتعرف التقنية على الأفكار ولكنها بالأحرى تستجيب مع كل ما لدينا من عمليات تترافق  مع الفئات العقلية. في حين أننا غير قادرين على اكتشاف هوية شخص معين عجوز كان أحد المشاركين يفكر فيه، فقد نكتسب الفهم من صفات تتصل بالشيخوخة. لذلك، نعتقد أنه قد يوفر طريقة جديدة لاكتساب نظرة ثاقبة للعمليات الاجتماعية والمعرفية والعاطفية،” كما يقول كبير الباحثين ميشيل سبابي”.

كلمات مفتاحية
عرض المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق